فصل: فصل في المعالجات:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في الغذاء:

يجب أن يكون الغذاء حسن الكيموس من لحوم الطير الذي تدري والسمك الرضراضي والبقول الجيده كالسرمق والبقلة اليمانية.
وما دامت القروح رديئة فيجب ن تعطى مشوية.
وأفضلها لحوم الطير والعصافير الجبلية مشوية ومثل صفرة البيض النيمبرشت ويدرج إلى الدجاج السمين والأطرية.
والألبان تنفعهم إذا هضموها فما كان مثل لبن الأتن ولبن الخيل أيضاً ولبن اللقاح فينفعهم لأنها ألبان تصلح مواد القروح وتغسلها وتغزيها بجبنيتها.
وما كان مثل لبن البقر والضأن فيجمع إلى ذلك زيادة في تغرية العضو وتغذيته إلا أن لبن الأتن ولبن الماعز ينفع من جهة إصلاح المزاج والغسل ومن جهة الخاصة نفعاً أكثر من غيرهما وخصوصاً المعلوفة بما يوافق القروح مما علم حاله.
ويجب أن يخلط بألبانهم وأغذيتهم التي يتناولونها شيء من الأدوية الصالحة للقروح مثل الكثيراء.
وهذه الألبان يجب أن تسقى بعد التنقية والنشاء والصمغ والمجففات أيضاً وشيء من المدرات من البزور المعروفة.
وإذا شرب اللبن لم يطعم شيئاَ حتى ينحدر وإن أبطأ انحداره خلط به شيء من الملح وربما جعل فيها ملح وعسل.
واللبن يصلح له مكان الماء والطعام جميعاً.
وعند فيضان القيح ينفعه لبن النعاج بما يختم ويغري ويقوي وله أن يشرب الألبان عند العطش.
وأما النقل.
والفواكه التي توافقه فالبطيخ والخيار النضيج والكمثري والزعرور والرمان الحلو والسفرجل والتفاح.
ومن النقل اليابس لوز وخصوصاً المقلو والفستق والبندق وحبٌ الصنوبر خاصة والقسب.
وليجتنبوا التين اليابس فإنه رديء للقررح يجلوها ويحكها ويهيجها بيتوعية خفيفة ويجب أن يجتنب كل حامض قوي الحموضة وكل حريف ومالح وشديد الحلاوة.

.فصل في جرب الكلية والمجاري:

هو من جنس قروحها وأسبابه في أكثر بثور تظهر عليها من أخلاط مرارية أو بورقية ثم فصل في علاماته: يكون معه علامات القروح في خروج ما يخرج مع دغدغة وحكة في موضع الكلية يخالطها نخس وربما عرض معها الوجع والذي يكون في المجاري يكون الخارج معه غشائياً.
فصل في العلاج:
ينفع منه فصد الباسليق إن كان البدن كله ممتلئاً.
وأتفع منه في كل حال فصد الصافن والحجامة تحت موضع الكلية واستعمال تنقية البدن دائماً وخْصوصاً بالقيء وبنادق الحبوب مع الطين الأرمني ورب السوس أجزاء سواء والغذاء بما يجود هضمه وكيموسه مثل صفرة البيض وما يبرد ويرطب مثل الفراريج بالقطف والبقلة اليمانية والقرع والآسفاناخ والفوكه الرطبة وخصوصاً الرمان الحلو والبقول الرطبة وعلاج جرب المجاري بين علاجي جرب المجاري بين علاجي جرب الكلية وجرب المثانة فانظر فيهما جميعاً.

.فصل في حصاة الكلية:

تشترك الكلية والمثانة في سبب تولد الحصاة وذلك لأن الحصاة يتم تولدها عن مادة منفعلة ومن قوة فاعلة. فأما المادة فرطوبة لزجة غليظة من البلغم أو المدة أو من دم يجتمع في ورم دملي وهذا نادر.
وأما القوة الفاعلة فحرارة خارجة عن الاعتدال.
وللمادة سببان: أحدهما مادة للمادة والثاني حابس المادة فمادة المادة الأغذية الغليظة من الألبان وخصوصاً الخاثرة والأجبان وخصوصاً الرطبة واللحمان الغليظة كلحمان الطير الآجامية والكبار الجثث ولحم الجمال والبقر والتيوس وما يغلض ين الوحش والسمك الغليظ والمطبخات كلها والخبز اللزج والنيء والفطير والأكشكة والبهط خ والسميذ والحواري اللزج والحلواء اللزجة والفواكه الحامضة والعسرة الهضم والذي يولد خلطاً لزجاً كالتفاح الفج والخوخ الفج ومثل لحم آلاترج ولحمم الكمثري ومن المياه الكدرة وخصوصاً غير المألوفة المختلفة الأشربة السود الغليظة.
وخصوصاً إن كان الهضم ضعيفاً لضعف القوة الهاضمة أو لكثرة ما يتناول فتهبط القوّة أو لسوء الترتيب والرياضة على الامتلاء.
وربما كانت المادة مدة من قروح فيها أو في غيرها.
وأما حابس المادة فضعف الدافعة في الكلى لمزاج أو ورم حار وحمرة أو قروح في الكلية فتحتبس فيها فضول ورسوبات من كل ما يصل إليها من المائية.
وأما شدة حرارة فترمل الفضل وتحجره قبل أن يندفع وتجذبه إليها قبل الهضم التام في أعالي البدن.
وهذه الحرارة إما لازمة وإما عارضة بسبب تعب أو تناول مسخن.
وإما لسدة من فضول مجتمعة أو برد مقبض أو أورام سادة حارة وهو كثير وباردة وصلبة أو مشاركة أعضاء قريبة من مثل المعي وغيرها إذا ضغطت الكلية فأحدثت فيها سدة.
وهذه الأشياء كلها توجد في المثانة من الحصاة.
وإن اقترن الحصاتان كانت الكلوية ألين يسيراً وأصغر وأضرب إلى الحمرة والمثانية أصلب وأكثر جداً وأضرب إلى الدكنة والرمادية والبياض وإن كان قد يتولد فيها حصاة متفتتة.
وأيضاً فإن الكلوية تتولد في الأكثر بعد انفصال البول فهو عكر الدم لم يصحبه وتخفف عنه.
وأكثر من تصيبه حصاة الكلية سمين وأكثر من تصيبه حصاة المثانة نحيف والمشايخ يصيبهم حصاة الكلية أكثر مما يصيبهم حصاة المثانة.
والصبيان ومن يليهم أمرهم بالعكس.
وأكثر ذلك ما بين منتهى الطفولية إلى أول المراهقة وذلك لأن القوة الدافعة في الصبيان والشبان أقوى فتدفع عن أعالي الأعضاء إلى أسافلها.
وأما المشايخ فإن قوى كلاهم تضعف جداً وأيضاً لأن الصبيان والشبان أرق أخلاطاً ولذلك تنفذ في كلاهم والمشايخ أغلظ أخلاطاً فلا تنفذ في كلاهم.
وأكثر ما تتولد الحصاة في الصبيان لشرههم وحركتهم على الامتلاء وشربهم اللبن ولضيق مجرى مثانتهم وفي المشايخ لضعف هضمهم.
وكذلك حكم أبقراط أنها في المشايخ لا تبرأ وكل بول يكون فيه خلط أكثر فهو أولى بأن تتولد منه الحصاة وهو الذي إذا ترك يتولد منه الملح كان ملحه أكثر فإن الملح يتولد عن مائية فيها أرضية كثيرة قد أحرقتها الحرارة.
وبول الصبيان أكثر ملحاً من بول المشايخ لا لأن أرضيتها ولذلك بولهم كدر لكثرة تخليطهم ولتخلخل أبدانهم قتتحلل عنهم أكثرالمائية بالتحلّل الخفي.
وأولى الصبيان بأن يتولّد فيه الحصاة هو الذي يكون يابس الطييعة في الأكثر حار المعدة وإنما تيبس طبيعته في الأكثر لانجذاب الرطوبات إلى كبده ثم إلى أعضاء بوله وإذا كانت هناك حرارة كان السبب الفاعل حاضراً وبالجملهّ فإن يبس الطبيعة يجعل البول أغلظ وأكثر.
ومن أكثر الرسوب الرملي في بوله لم تجتمع فيه حصاة لأن المادة ليست تحتبس ولعلها أيضاً ليست كثيرة فإنها لوكانت كثيرة لكان أول ما ينعقد عنها حجراً كبيراً صلباً اللهم إلا أن تلكون كبيرة ولكنها رخوة قابلة للتفتت وإلا لما كثر انقصالها في البول وإذا كانت الصورة هذه علم أن المادة لا لسيب في نفسها ولا لسبب شدة الحرارة مما تحجر تحجراً غير قابلاً للتفتت ويدل على قوة الدافعة وهذا حكم أكثري غير ضروري واعلم أنه قلما يعرض للجواري ووالنساء خاصة في المثانة لأن مجرى مثانتهن إلى خارج أقصر وأوسع وأقل تعاريج وللقصر في سهولة الاندفاع فيه ما ليس للطول ومن أصحاب الحصا من تكون له نوائب لتولد حصانه وبوله إياها وإذا اجتمعت وكادت تخرج بالبول يصيبه كالقولنج والمدد في ذلك مختلفة مابين شهر إلى سنة ومن اعتاد مقاساة الحصاة العظيمة استخف بأوجاع أخرى من أوجاع المثانة ودل ذلك على أن عضوه غير قابلاً للتورم سريعاً إذا لم يتورّم بمثل ذلك ولا للوجع المبرح إذا احتمل وجع الحصاة.

.فصل في علامات حصاة الكلية:

أول العلامات في البول هو أنه إذا كان البول في الأول غليظًا ثم أخذ يستحيل إلى الرقة ويرق لاحتباس الكدورة في الكلية فاحدس تولدها على أنه ربما بال في أول الأمر رقيقاً.
وكونه في أول الأمر غليظاً أدل على صحة القوة وسعة المجاري وربما كان معه رسوب كثير يشبه الرسوب الذي يكون في أمرض الكبد العليلة وكلما كان البول أشد صفاء وأدوم صفاء وأقل رسوباً دل على أن الحجارة أصلب.
قيل أن الصحيح- خصوصاً الشيخ- إذا بال بولاً أسود بوجع أو بغير وجع أنذر بحصاة تتولد في مثانته.
ويتم الاستدلال في جميع ذلك إن رأيت رملاً يرسب وكان ذلك الرمل إلى الحمرة والصفرة.
ويقوي ذلك إن يجد ثفلاً في قطنه ووجعاً كأنه احتباس شيء إذا تحرك عليه نخس ما يلي القطن وهو أدل على قوة القوة وسعة المجاري.
وأشد ما يكون من الوجع بسبب حصاة الكلية عند أول التولد بما يمزق ليتمكن وعند الحركة والمرور في المجاري وخصوصاً في المجرى إلى المثانة وقد يوجع عندما يتحرك عليه.
وأما في حال انعقاده وسكونه وسكون صاحبه على غير امتلاء شديد ضاغط محرك للحصاة فيوجد إحساس ثقل فقط.
والامتلاء من الطعام يجعلها أشد تهييجاً للأوجاع وخصوصاً إذا نزل وإما علامات حركة الحصاة فهي تسهل وجع واشتداده ونزوله من القطن إلى الأربية والحالب وحينئذ تكون الحصاة قد وافت البربخ فإذا سكن ذلك الوجع فقد حصلت في المثانة.

.فصل في المعالجات:

لنذكر ههنا المعالجات التي تكون للكلية خاصة والمشتركة بها مع حصاة المثانة ثم نفزد بحصاة المثانة باباً منفرداً وعلاجات مفردة خاصة. والأعراض التي تقصدها الأطباء في علاج الحصاة قطع مادتها ومنع تولدها بقطع السبب وإصلاحه ثم تفتيتها وكسرها وإزعاجها وإبانتها من متعلّقها بالأدوية التي تفعل ذلك ثم إخراجها والتلطف فيه وترتيبه.
وذلك يتم بالأدوية المدرة أو بمعونات من خارج ثم تدبير تسكين ما يتبع ذلك من الأوجاع وإصلاح ما يعرض معها من القروح.
وقد يتصدى قوم لإخراجها من الشق من الخاصرة ومن الظهر وهو خطر عظيم وفعل من لا عقل له.
فأما قطع مادتها فإنما يتهيأ أولاً بالاستفراغ لها أو بالإسهال أو بالقيء ثم بالحمية عن الأغذية الغليظة والمياه الكدرة ثم تعديل المأكول وتقوية المعدة وإجادة الهضم وبالرياضة المعتدلة على الخواء والتدلك مشدود الوسط وبتليين الطبيعة لتميل الأخلاط الغليظة إلى جانب الثفل ولا يكون من الثفل مزاحمة للكلية وسد ومما ينفع من ذلك إدامة الإدرار بما يغسل المثانة من البزور المدرة.
ومما هو جيد في ذلك ماء الحمص وماء الحرشف وماء ورق الفجل والفجل نفسه خصوصاً الدقيق الرطب.
وإذا أتى عليه عدة أيام استعمل مدراً قوياً.
وأما الصبيان فقد يمنع تولد الحصاة فيهم سقيهم الشراب الرقيق الأبيض الممزوج وقد ينتفعون بالحقن المعتدلة لما يخرج من الثفل ويلين الطبيعة وبما يجعل فيها من الأدوية الخصوية فتوصل القوة عن قريب ومن الموانع لتولدها القيء على الطعام والاستكثار منه فإنه يدفع الفضول الغليظة من طريق مضاد لطريق حركتها إلى الكلية ويجعل جانب الكلية جانباً نقياً والحمام والابزن ربما توصل به إلى إزلاقها وربما جذب المواد إلى ظاهر البدن وصرفها عن الكلية.
وإذا استكثر منه أرخى قوة الكلية وكذلك إذا استعمل في غير وقت الحاجة إلى تليين وتسكين وجع فإنه يجعل الكلية قابلة للمواد المنصبة إليها لاسترخائها.
والنوم على الظهر مما ينفع من الحصاة.